الإبــتـــــــلاء
نـعــمــــــة ..وما أعــظمهـــــا
بسم الله الرحمن الرحيم
رســالة إلى كـل مبتــلى
أنت فى نعمة ..
نعم .. والله إنها لخيرنعمة
لما العجب ..؟!
والمؤمن فى كل أحواله خــيــــــر
ولقد بشرنا المختار "صلى الله عليه وسلم"
أليست نعمة ..؟؟؟؟
وما أجملها حقا........
عندما تُحسن الظن فى الله
عندما توقن بأن الله يحبك .. يطهرك ..يبتليك ليرفع درجاتك...
نعم ..لا يبتلي الله العبد إلا إذا احبه وإن الله لا يبتليك ليعذبك وإنما ليطهرك ويقربك
ليرى مدى صبرك واحتسابك
ألم تسمع بقول حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم
حين قال.. .
«»
(صحيح الجامع )
فكن مؤمنا قوياً صابراً حتى تسعد فى الدارين
أتريد ان تعرف منزلتك عند الله فانظر إلى قدر الابتلاء ؟؟؟
قال عليه الصلاة و السلام
" "
( رواه الترمذي في السنن)
ولقد خلق الله تعالى الدنيا وجعلها دار ممرٍ وليست بدار مقرّ، وحفّها بالمحن والابتلاءات وغمرها بالمصائب والفتن.. لحكمة جليلة ذكرها الله تعالى في قوله
{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } (2)الملك
فالدنيا هي دار التكليف والعمل وليست بدار النعيم والأمل.. ومع ذلك فقد غفل كثير من المسلمين عن تلك الحقيقة !
فإذا أقبلت المصائب والابتلاءات (والدنيا لا تخلو منها) ترى الناس يفزعون، بل ويتسخّطون على قدر الله، وذلك لأنهم لم يتحصنوا بالإيمان عامة، وبالإيمان بالقضاء والقدر خاصة الذي هو أصل من أصول الإيمان.
ومن تأمل في أحوال الخلائق علم علم اليقين أنه ما من مخلوق إلا وكان له نصيب من آلام الدنيا وأحزانها... فالمؤمن يعلم أن الدنيا مزرعة للآخرة، وأن ما يزرعه هنا فسوف يحصده هناك.. و المؤمن عندما يصل إلى تلك الحقيقة، ويوقن أنه موقوف بين يدي الله - جل وعلا - في يوم مقداره خمسون ألف سنة، فإن الدنيا لو سجدت بين يديه لركلها برجليه طامعاً في ساعة واحدة يناجي فيها ربّه لعل الله يكتب له بها النجاة من تلك النار التي أُوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، وألف عامٍ حتى احمرّت، وألف عامٍ حتى اسودّت، فهي الآن سوداء قاتمة... فيعلم المؤمن أن كل نعيم دون الجنة سراب، وكل عذاب دون النار عافية.
..
هنا تهون المصائب كلها على المؤمن.. بل إنه عندما يعرف الخير الذي ادّخره الله لأهل الصبر على البلاء، الراضين بقضائه - جل وعلا - فإنه يشتهي، بل ويتمنّى البلاء لينال الأجر العظيم من الوهّاب الكريم ..
قال صلى الله عليه وسلم :
«»
(صحيح الجامع )
وقال صلى الله عليه وسلم : « »
(صحيح الجامع )
وقال صلى الله عليه وسلم : «»
(صحيح الجامع )
بل إنّ الصبر على البلاء يجعلك ترتقي في درجات الجنة !
فقد قال صلى الله عليه وسلم : « »
(صحيح الجامع )
يالله كل هذا الأجر العظيم والنعيم المقيم حقا للمبتلين الصابرين فلتصبر إذا والله المستعان ......لكن..........
هل تعرف حقا معنى الصبر لتصبر كما يحب ربنا ويرضى
فلقد عُرّف الصبر لغة : الحبس
وشرعا: وهو ما نرنو الى معرفته لنحققه هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكى والجوارح عن شق الجيوب ولطم الخدود وما إلى ذلك
وقيل أيضا هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب
وقيل هو الغنى مع البلوى بلا ظهور للشكوى والشكوى للخلق تنافى الصبر
وفى هذا المعنى يُروى ان أحد الصالحين وجد رجلا يشكى بلواه للناس فقال له كلمات تكتب بماء الذهب لما تحمل فى طياتها من عظات وحكم لقد قال"ياهذا ما زدت أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك وإذا شكوت إلى ابن ءادم فإنما تشكى الرحيم إلى الذى لا يرحم"
ولا يتعارض هذا بحال من الأحوال مع الشكوى للعزيز الجبار
ولهذا وجدنا فى القرءان محمدة وهى الشكوى إلى الله وتفريج الكرب عن المشتكى فلقد قال أيوب عليه السلام
" وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ "(83)الأنبياء
فاشتكى إلى الله مابه ففرج الله عنه
وكذلك نبى الله يعقوب اذ قال
" قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (86)يوسف
فأعاد الله الله له ابنيه سالمين
فلا تعارض بين الصبر على المصاب والبلاء وبين الشكوى إلى الله
بل إن هذا من أعظم الفوائد التى تكون فى البلوى والمصيبه أنه حينها يتقرب الإنسان إلى ربه ويدعوه ليفرج عنه
وكذلك لابد أن تنتبه لأمر غاية فى الأهميهة ألا وهو عدم ادعاء الصبر بحولك وقوتك فمن ادعى الصبر وكل إلى نفسه بل تتبرأ من كل حولك وقوتك
فالله هو الذى يهبنا نعمة الصبر فلتسأل الله دائما أن يثبتك عند المصاب وأن يرزقك الصبر بحوله وقوته إنه هو الرحمن الرحيم
وهناك أمور من شأنها أن تخفف عنك البلاء وتسكن حزنك
وترفع همك وتربط على قلبك :
أولها وأعظمها أن تتدبر قول نبينا "صلوات الله وسلامه عليه
«»
(صحيح الجامع)
ومن ثم إذا تصاغرت المصائب بعد مصيبتنا فى قرة أعيننا وطب قلوبنا ودواء انفسنا الصادق المصدوق نبينا خاتم النبيين والمرسلين
فلتلجأ الى الأفعال التى من شأنها رفع البلاء أو التخفيف منه
(1) الدعاء
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم
يدفعه، لكن يخففه ويضعفه، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة.
(2) الصلاة
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. رواه أحمد.
(3) الصدقة
وفى الأثر "داوو مرضاكم بالصدقة"
(4) تلاوة القرآن
" وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين"
(5) ترديد قوله سبحانه وتعالى
"إنا لله وإنا اليه راجعون"
وما استرجع أحد في مصيبة إلا أخلفه الله خيرا منها
والآن .............
أى الفريقين أنت بعد أن أنقسم الناس فريقين:
ففريق واسع أفقه , يريد أن يرضي ربه ويخاف من عذاب يوم عسير عليه يناجي ربهم أن "اتنا فى الدنيا حسنه وفى الأخره حسنه وقنا عذاب النار" ويطلب الحسنة من الله فى الدارين ولا يحدد نوع الحسنة لأنه يثق بالله ويرجع أموره كلها له سبحانه ويترك اختيار الحسنة لله والله يختار له ما يراه وهو راض باختياره
ثم يقول " ربنا افرغ علينا صبرا, وثبت اقدامنا ,وانصرنا على القوم الكافرين"
وأما الفريق الأخر ليس له هما إلا الدنيا فه حريص عليها مشغول بها ولا يذكر الله إلا عند دعائه لله بتيسير امر له من أمور الدنيا فهو كل همه الدنيا بما رحبت من متاع وعندما يدعوا الله تعالى قد يعطيه الله تعالى نصيبه من الدنيا-إذا قدر العطاء -ولا نصيب له فى الأخره على الاطلاق,.
ياعبد الله ..ويا أمة الرحمن ...
ادعوكم للتوكل على الحى القيوم فى كل الأوقات والأحوال فنحن لا حول ولا قوه لنا ألا بربنا وإلاهنا ومولانا
(الله)
وقصص الابتلاءات كثيرة وواقعية لأناس صبروا واحتسبوا لما قد أصابهم من الله عسى أن يخفف عنهم من ذنوبهم يوم العرض عليه
وإليكم قصة رائعه تضرب أروع الأمثلة في الصبر والرضا
وهى قصة التابعى
"عروة بن الزبير "
أصابت عروة بن الزبير في رجله "الأكلة" فأراد قطعها فعرضوا عليه أن يشرب شيئاً يغيب عقله
حتى لا يحس بالألم ويتمكنوا من قطعها فقال ما ظننت أن أحداً يؤمن بالله يشرب شيئاً يغيب عقله
حتى لا يعرف ربه عز وجل ولكن هلموا فاقطعوها فقطعوها
من ركبته وهو صامت لا يتكلم وروى
أنهم قطعوها وهو في الصلاة فلم يشعر لشدة خشوعه ..إلى أن سقط مغشيا عليه
ووقع في هذه الليلة التي قطعت فيها رجله ولد له يسمى محمداً كان أحب أولاده من سطح فمات
.
فدخلوا عليه فعزوه فيه فقال
* اللهم لك الحمد كانوا سبعة فأخذت واحداً وأبقيت ستة ،وكان لي أطرافا أربعة فأخذت واحداً وأبقيت ثلاثة فلئن كنت قد أخذت فلقد أعطيت ولئن كنت قد ابتليت فقد عافيت*
وقالوا ما سمعناه ذكر رجله ولا ولده ولا شكا ذلك إلى أحد حتى دخل وادي القرى فلما كان في المكان الذي أصابته " الأكلة" فيه قال :
"لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً "
فلما دخل المدينة أتاه الناس يسلمون عليه ويعزونه في رجله وولده فبلغه أن بعض الناس قال إنما أصابه هذا بذنب عظيم أحدثه
فأنشد عروة في ذلك
ولا حملتني نحو فاحشة رجلي ولا قادني سمعي ولا بصري لها..
ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي ولست بماش ما حييت لمنكر
لم يمشى برجله خطوه واحدة إلى معصيه الله .
فما بالنا بمن يغدو ويروح إلى معصيه الله وهو يتجرأ على الله بالمعاصى ناسياً المولى عزوجل
فلتسمع معى....
كلمات تمس القلب لرقتها
http://www.islam2all.com/upload/soun.../04_Rjaai1.ramوإليك قصة أعرابية اسمها
أم غسان
-كما في عيون الأخبار - فقدت جميع أبنائها،
وفوق ذلك كُفَّ بصرها..... مصيبة وأي مصيبة!
كانت تعيش بمِغْزَلِها، وتقول
*الحمد لله على ما قضى، رضيت من الله ما رضي لي، وأستعين بالله على بيت ضيق الفناء قليل الإيواء*
ثم تُصاب مصيبة أخرى بموت جارة لها كانت تبثُّها أشجانها وأحزانها، فيقال لها: أين فلانة؟ فتقول
* الحمد لله على قضاء الله، والرجعة إلى الله*
فما أجمله من اختيار أن نختار الصبر فى دنيا مهما طالت أيامنا فيها فهى قصيره
أفلا نصبر.. على بلاء حلّ بجسد مصيره إلى التراب
ويكون لنا الصبر باب.. إلى جنات خلد عند مليك مقتدر
وها هى مني هدية
إنها كلمات...لا ليست كلمات وإنما هى دقات
دقات قلوب عالمه تدعوك للصبروالرضا عن الرحمن
http://ia331402.us.archive.org/1/ite...a-alebtlaa.ramوبعد أن استعرضنا فضل البلاء وفضل الصبر عليه
الآن..
يا من ابتلاك الله بمرض
ذلك هو اختبارك ..
ماذا أنت فاعل ..؟؟
هل ستثبت على دينك..؟؟ وتشكر الله على فضله ؟؟
أم تتخبط وتسخط؟؟ .. وتقع فى براثن اليأس ؟؟
تذكر ..
أن من رضي بقضاء الله فله الرضا
ومن سخط فله السخط وامر الله نافذ
فــأصبـــــر و اثــــبــت
وتــذكـــر أن الــجنـــــة غـالــيـــــــة
"وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"35 فصلت
فكن صــابـــرا محتسـبــا
وحـــــينـــهــــــــــــــا
.
.
فــأبــشـــــــــر
بروحِ وريحان وربِ راضِ غير غضبان
اللهم اجعلنا راضين مرضيين وارض عنا يا أرحم الراحمين